الوافي >^$$ الإدارة الــ ع ــامة$$^<
عدد الرسائل : 270 العمر : 35 الموقع : والله مدري تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: السيطره على المشاعر السلبيه.... الأحد يوليو 06, 2008 4:28 pm | |
| السلام ع ـليكمـ و رحمة الله و بركاتهـ
كثيرا ما تأتي أيام, لتحاصرنا و يسيطر علينا فيها عدد من الأفكار و المشاعر السلبية, و هي عديدة,
كالغضب, الكراهية, الخوف, الشفقة علي النفس, الريبة والشك, لوم النفس والندم, الغيرة من الآخرين, عدم الثقة بالنفس و غيرها مما يعكر علينا صفو حياتنا.
هذه المشاعر عندما تحتلنا لا تجعلنا فقط نحيا أوقاتا تعيسة, و إنما قد تسبب لنا أيضا مشكلات جسدية, فالغضب أو الكراهية علي سبيل المثال يمتلكان قوة هائلة قد تدمر جسم الإنسان.لهذا كله ينبغي أن نتعلم ألا نخوض في الجوانب السلبية للحياة, وأن نصبح أكثر مرونة وتقبلا لما يحدث لنا. و هذا هو ما تساعدنا علي تحقيقه المؤلفة سيلفيا براون في كتابها كيف تتعامل مع المشاعر السلبية؟ حيث تحاول مساعدة القاريء علي كيفية تفهم المشاعر السلبية التي تنتابه وتأثيرها عليه و كيف يتغلب عليها . !
في البداية, تركز المؤلفة علي قاعدة أساسية وهي أن الأفكار المسبقة و المقولية التي لديك, هي التي تخلق مشاعرك واتجاهاتك نحو الأشياء والأشخاص, و بالتالي تتحدد سلوكياتك نحوهم, و هذه دائرة مستمرة لا تنتهي, فإذا أردت أن تتحكم في مشاعرك و سلوكياتك, فعليك أولا أن تراجع أفكارك أو بمعني آخر الطريقة التي تفكر بها, و هل هي إيجابية أم سلبية ـ يحيط بها التربص وتوقع السيئ !
و يشير الكتاب إلي أن طريقة تعاملنا أو تعبيرنا عن المشاعر التي تنتابنا, تتحدد منذ الطفولة و وفق ما تم اكتسابه وتعلمه من خبرات في البيئة المحيطة, هذا ما يجعل شخصا محبطا يعبر عن إحباطه في شكل ثورة عارمة, في حين يكبت شخص آخر هذه المشاعر بداخله, فيصاب بصداع حاد, وكل ذلك يتم بطريقة أوتوماتيكية دون تفكير.. يدخل فيها مخزون العقل الباطن من تداعيات و تجارب خلفت انطباعات سلبية.
ولكي تتمكن من السيطرة و التغلب علي مشاعرك السلبية, لابد أولا من اعترافك بها, فلا تنكرها أو تتهرب منها أو تدعي أمام نفسك أنها غير موجودة, فكل تلك الأساليب النفسية محاولات وقتية للتغلب علي المشاعر السلبية, ولكنها في الحقيقة ستظل بداخلك و تؤرقك . !
فالإنكار يمنعك من حل المشكلة التي تواجهك, كذلك فمحاولة ايجاد التبريرات لبعض المواقف و التصرفات لجعلها تبدو منطقية بالنسبة لك, لن تنجح كل الوقت, ولهذا يجب عليك عند شعورك بالغضب أو الاحباط أو الضيق أن تحدد بالضبط ما الذي أدي إلي هذا الشعور, فهل السبب ماحدث منذ دقائق أم أن الأمر يرجع لأشياء قديمة متراكمة ؟!
قم بالحديث مع صديق أو أحد أفراد العائلة أو حتي مع إخصائي نفسي و إن تعذر ذلك ادخل إلي نفسك وكن صادقا أو افتح ملف عقلك الذي يكمن داخلك, أو حاول التعبير عن مشاعرك بالكتابة, فهذا يقلل من حدتها وأيضا حاول التركيز علي منطقة القلب في هذه الأوقات, فقم بالتنفس ببطء, و مع كل شهيق حاول التركيز بعمق و أدخل الزفير من أنفك و أخرجه بعد حبسه عدة ثوان من فمك, فالعلماء يقولون إن التركيز علي منطقة القلب في هذه الأوقات يقلل من مخاطر التوتر علي الجسم, اعمل علي تقبل ما يحدث ولا تجهد نفسك في ايجاد الأسباب و السعي لتغيير مايحدث لأنك لن تتمكن من ذلك في بعض الأحيان. حدد بعض السلوكيات السلبية التي تقوم بها, مثل اتباع الآخرين في كل شيء, في التبذير, الإفراط في العمل أو الأكل, أو غير ذلك من التصرفات, فإذا تمكنت من تحديد المشاعر التي لديك و تجعلك تتصرف بهذه الطريقة قد تتمكن من تغيير هذه السلوكيات . !
الغضب
و بالحديث عن المشاعر السلبية كل علي حدة بشكل أكثر تفصيلا, تتناول المؤلفة شعور الغضب أولا, و تصفه بالنار التي تقضي علي الأشخاص والعلاقات, هذه النار يشعلها الشعور بالاستياء أو الامتعاض أو العجز, وتجاهل هذه المشاعر ـ كما ذكرنا سابقا ـ لايجعل الغضب يختفي, و إنما يصبح كامنا في انتظار أي فرصة لتشعل ناره, فتجد نفسك في لحظة ما حانقا, تتفوه بأبشع الألفاظ والكلمات دون سيطرة علي نفسك, والمحاكم تعج بالأشخاص الذين لم يتمكنوا من التحكم في غضبهم. !
و بالمناسبة فإن الغضب يمكن أن يكون له قوة إيجابية, ليس في تغيير الآخرين, و إنما تغيير ذاتك, فمثلا قد تجد نفسك غاضبا عندما لا يراعي الآخرون احتياجاتك, فهذه مسئوليتك فأنت المسئول عن الطريقة التي يعاملك بها الآخرون, وأنت الذي تحدد الطريقة التي يعاملونك بها, وما تقبله أو ترفضه في العلاقة, ولهذا يجب أن تفعل ما عليك أولا قبل أن تلوم الآخرين.
الخوف
و عن مشاعر الخوف, وهي تنبع كلها من العقل, ففي حين يقع أحد الأشخاص مغشيا عليه عند رؤيته لصرصار, يعتبره شخص آخر طعاما شهيا ويتمتع بتناوله, و برغم أن مخاوف الإنسان تتشكل علي مدي طويل, فإنه يمكن التغلب عليها في ساعة أو ساعتين!
عندما تشعر بالخوف, ركز علي مظاهر الشعور به التي تطرأ علي جسدك, فقلبك ينبض بعنف, و معدتك تنقبض بشدة, وشعرك يقف لأعلي, حيث يقال إن التركيز علي التأثيرات الجسدية للخوف, يجعل الشعور به يتلاشي تدريجيا, فحاول أن تعيد كل شيء إلي طبيعته, قلبك و هو يبطيء بنبضاته, معدتك وهي تعود إلي وضعها الطبيعي, شعرك عندما ينسدل لأسفل, عليك أيضا أن تفكر في الآثار الطبية التي ستعود عليك عندما تتغلب علي شعورك بالخوف, و بالتالي الشعور الرائع بمدي قوتك وقدرتك علي قهر خوفك. !
الحزن
الحزن أيضا من ضمن المشاعر السلبية, وهو شعور طبيعي يحس به الجميع, سواء عند فقدان عزيز, أو التعرض للاحباط وخيبة الأمل, أو عندما يحدث شيء سييء للإنسان أو المحيطين به, أو عند الشعور بالوحدة. وعندما يشعر الإنسان بالحزن يري الدنيا سوداء و قاسية ولا معني لأي شيء يقوم به, وقد يريح البكاء, كما أن الحديث عما يسبب لك الشعور بالحزن عادة ما يساعد في تلاشي الشعور, وهنا يشعر الإنسان كأن أحمالا ثقيلة قد زالت عن كاهله.
إعادة النظر في تقويم ذاته
و هذا لا يعني أن ترى نفسك إنسانا مهما أو عظيما أو كاملا, و إنما يعني أن ترى نفسك جديرا بحب الآخرين واحترامهم وقبولهم لك, وتقدير الذات مهم جدا لتكون مقتنعا بذاتك و بإمكانياتك, و هذا ما يعطيك الدفعة لخوض تجارب جديدة دون أن تخشي شيئا, فأنت مؤمن بقدراتك, حتي إذا وقعت في خطأ ما, ولهذا فإن تقدير الذات يمكنك من اتخاذ قراراتك بإصلاح هذا الخطأ دون الاعتماد علي أحد ولهؤلاء الذين يتعللون بأن الحياة مليئة بالمواقف السلبية, وا لتي لا يملك حيالها سوي التفكير بسلبية, تأكدوا أن رؤيتكم للأمور هي التي تحدد ما إذا كانت سلبية أو ايجابية, أو كما نقول وفقا للنظارة التي ترتديها علي عينيك, هل هي سوداء أم وردية ؟ و تذكر دائما أنك إذا توقعت حدوث الأسوأ دائما, فستحصل عليه ! __________________ | |
|